ولد غولشيري في عائلة من الطبقة المتوسطة في منطقة أصفهان الصناعية ذات العراقة التاريخية. أثرت في مسيرة حياته في سنوات عشرينياته المبكرة حادثتين حولتا اهتمامه لينصب على الأدب، حيث تعرف إلى مجموعة من شباب أصفهان المفتونين بموجة الأدب الفرنسي الحديث الذي شاع بعد الحرب، كما ارتبط بعلاقة حب مع معلمة لغة انجليزية في المدينة. والتأثير الرئيسي الآخر في توجهه للأدب كان من خلال زوجته الناقدة الأدبية والمترجمة فرزانه طاهري.
كتب غولشيري أولى مجموعاته القصصية بعنوان " كالعادة " ناقش من خلالها الحياة الباردة والمملة للعاملين في الوظائف في مدينة صغيرة أواخر الستينيات. لكن أشهر رواياته نشرها عام 1968 وكانت بعنوان " الأميرة احتجاب" والتي تحولت فيما بعد إلى فيلم مشهور. غولشيري كان من أول الأدباء الإيرانيين الذين طبقوا أساليب الكتابة العصرية في إبداعاتهم الأدبية، كما صور من خلالها وبكل مهارة نهاية وفناء طبقة الأرستقراطية الإيرانية. أسلوبه ومقدرته على كتابة القصة وتمكنه من أدوات كتابة الأدب الفارسي إضافة إلى مهارته في كتابة الأدب الكلاسيكي جذبت إليه القراء من مختلف الشرائح، إضافة لنخبة المثقفين.
في عام 1975 كان السجناء السياسيين مصدر إلهام لقصصه القصيرة مثل قصة " غرفة صلاتي الصغيرة" والتي ناقشت كيف يقوم الاستبداد بالتأثير على كل من المضطهِـِد والمضطـَهد. وفي أعمال أخرى طرح قضية كرامة المثقفين الذين وضعوا أنفسهم في خدمة نظام الشاه. وأشار النقاد أنه وقبل وقوع الثورة الإسلامية عام 1979 كان غولشيري قد استشرف قدوم الأصولية إلى ايران وكتب عنها في روايته " الراعي والخراف التائهة".
رجال الدولة المتدينون شعروا بالعداء تجاه معظم كتابات الأدب الحديث، وقال آية الله خميني أن الأقلام التي لا تكتب من أجل خدمة القيم الإسلامية يجب كسرها. وكان أن منع تداول معظم كتابات غولشيري حتى سنوات قليلة ماضية كما كان محظور عليه نشر كتب جديدة. عانى غولشيري من الضغط الإجتماعي إضافة إلى إجراءات الشاه شديدة القسوة.
تخلى غولشيري مؤقتاً عن كتابة الروايات واهتم بحملة لتعزيز حرية التعبير عن الرأي. وأنشأ صفوفاً خاصة لتعليم وتوجيه الجيل الجديد من الكتـّاب، لكنه تعرض لتحرشات السلطات التي حققت معه حول جهوده بنيـّة تأسيس مؤسسة مستقلة للكتـّاب، واتهم على شاشات التلفاز بأنه مدعوم مالياً من جهات أجنبية، كما تطفـّلت الصحافة على حياته الخاصة واتهمته بعلاقات مع السفارات الأجنبية.
العيش تحت مثل هذه الظروف كان لها صداها المدمر على صحته وإنتاجه الإبداعي الأدبي، وأصبحت الكتابة تحت التهديد المستمر لحياته هي صراعه وجهاده اليومي المتواصل.غادر غولشيري ايران عدة مرات لإكمال أفضل أعماله وآخرها وهو " كتاب الجن" الذي قام بنشره في الخارج. في عام 1990 قام بتهريب روايته التي حملت عنوان " ملك الذين داهمهم الظلام" إلى الولايات المتحدة الأمريكية ونشرها بالإنجليزية تحت اسم مستعار ولم يكشف عن الإسم الحقيقي للمؤلف إلا بعد وفاته.. في آخر أعماله قام غولشيري بكتابة تصوّر خيالي عن حياة للمتطرفين المتدينين الذين أرادوا العودة إلى العصور الوسطى.
في عام 1998 دفع اثنان من الكتاب العلمانيين الإيرانيين ثمن دفاعهما عن حقوق الإنسان حيث تعرضا للاغتيال، فكانت كلمة رثاء غولشيري بجانب قبريهما إحدى أكثر الخطابات جرأة في السنوات الأخيرة.
رغم كل ما ذكر لم يكن غولشيري يسمح للغضب بأن يتسلل إلى كتاباته الأدبية ليحولها إلى شعارات، كان يتمتع بحس دعابة قوي وكانت معنوياته دائماً عاليه. منحته ألمانيا جائزة ايريك ماريا ريمارك عام 1999 لجهوده في محاربة الاضطهاد ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
توفي هوشانغ غولشيري في 5 يونيو 2000.